مدة الرقية الشرعية

الأصل أن تكون مدة الرقية الشرعية بحسب حاجة المريض واستجابته للعلاج، فلا يوجد مدَّةً ثابتةً شرعاً لمفعول الرقية الشرعية، بل يرقي المسلم نفسه حتى يشفيه الله -تعالى- ويبرأ ممّا أُصيب به، فربّما احتاج للاستمرار بالعلاج بالرقية الشرعية مدّة أسبوعٍ كامل، وربما أكثر من ذلك أو أقلّ.[١]


وقد قال بعض أهل العلم: "الرقية من العين ليس لها مدة محددة، وإنما تقرأ الرقية حتى تذهب العين"،[٢] ومن المهمّ في فترة العلاج بالرقية الشرعية أن يُركّز الراقي أو مَن يرقي نفسه على الآيات والأدعية التي وَجد فيها أثراً في استجابته للعلاج، وإذا احتاج الأمر إلى تكرارها ثلاثاً وخمساً وسبعاً فيفعل بلا حرج.[٣]


ومن المهمّ أيضاً أن يتدبّر الراقي والمرقي آيات وأدعية الرقية الشرعية، ويوقن بقدرة الله -تعالى- على شفائه وحفظه من كل سوء، فكلّ ذلك يُعين على الشفاء بإذن الله، ويجعل للرقية أثراً ونفعاً أعظم بإذن الله،[٣] وهذا الأمر فيما يتعلّق بمدّة الرقية الشرعية الكاملة.


ولكن يجدر التنبيه أيضاً إلى أنّ العديد من آيات وأدعية التحصين هي من ضمن أوراد المسلم اليومية، والأصل أن يستمرّ المسلم عليها كلّ يومٍ ولا يقطعها، كأذكار الصباح والمساء، وأذكار ما قبل النوم، وقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، وذكر الله -تعالى- عند دخول الخلاء والخروج منه، وعند دخول البيت والخروج منه، وعند الطعام، ونحوها من الأوراد التي يُسنّ المواظبة عليها كلّ يوم.


حكم تكرار الرقية الشرعية

يُشرع للمسلم أن يُكرّر قراءة الرقية الشرعية أو بعض أورادها أكثر من مرةٍ في اليوم، كأن يقرأ بعض الأدعية والسور ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً ونحوه، ولا يوجد في السنة النبوية ما يُثبت ذلك، إلا أنّ ما يُجرَّب في الرقية ويُنتفع به لا بأس بالعمل به.[٤]


وبناءً على ذلك فمَن جرّب تكرار الرقية أو بعض السور والآيات والأدعية أكثر من مرةٍ وانتفع بذلك فلا بأس في العمل به ما لم يعتقد أنّ ذلك سنة ثابتة لا يجوز الزيادة عليها أو النقصان منها، ويدلّ على ذلك عموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ).[٥][٤]


وقت الرقية الشرعية

لا يوجد للرقية الشرعية وقتٌ محدَّد، بل يجوز للمسلم أن يرقي نفسه في أيّ وقتٍ شاء من النهار أو الليل، إذْ لم تُقيِّدْ السنّة النبوية الرقية بوقتٍ معيَّنٍ، وإن اختار المسلم وتحرّى أوقات الإجابة -كجوف اللّيل- لرقية نفسه فهو أمرٌ حسنٌ ولا حرج فيه؛ من باب أن الرقية الشرعية دعاء ولجوء إلى الله -سبحانه-.[٦]


وهناك بعض الأوراد التي شُرِعت ليلاً، فمثلاً كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع كفّيه ويقرأ فيها الإخلاص والمعوّذتين ثم يمسح جسده الشريف، ويفعل ذلك ليلاً قبل أن ينام، فهن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ).[٧]

المراجع

  1. خالد الجريسي، الرقية الشرعية، صفحة 7. بتصرّف.
  2. "ما هي الطريقة الصحيحة للرقية وما مدتها؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "إرشادات عامة يجب أن تراعى عند الرقية الشرعية"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "حكم تكرار بعض الآيات أو السور بعدد محدد في الرقية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2023. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:2200، صحيح.
  6. "هل هناك وقت معين للرقية؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2023. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5017، صحيح.