توضيحات مهمّة تتعلق بظهور الأعراض أثناء الرقية

هناك عدّة توضيحات مهمّة تتعلّق بظهور بعض الأعراض أثناء الرقية الشرعية لا بدّ من الإشارة إليها قبل الحديث عن دلالة البكاء أثناء الرقية، لأنّ هذا الأمر يستند على التوضيحات الآتية:[١]

  • لا يُشترط أن تكون الأعراض التي ظهرت أثناء الرقية متعلّقة بالعين أو الحسد أو السحر ونحو ذلك، إذ كثيراً ما يكون العَرَضُ الظاهر بسبب مرضٍ نفسيٍّ أو عضويٍّ يحتاج إلى مراجعة الطبيب والعلاج.
  • إن ثبت أنّ الأعراض مرتبطةً بعينٍ أو سحرٍ أو مسٍّ وغيره فيصعب عندها تمييز دلالته أو سببه، لأنّ المشتغلين في الرقية يذكرون أنّ أعراض هذه الأمراض متشابهة جداً، ومتداخلة إلى حدٍّ كبير.
  • الأعراض التي يذكرها الرّقاة والتي تتعلّق بالإصابة بالأمراض الروحية؛ كالعين والحسد والسحر، تبقى علاماتٍ ظنِّيةً لا يُمكن الجزم بسببها، وقد تتخلّف في بعض الأحيان، وقد تظهر في حالاتٍ ولا تظهر في حالاتٍ أخرى.[٢]


دلالة البكاء أثناء الرقية الشرعية

يذكر بعض المشتغلين في الرقية أنّ رغبة المرقي بالبكاء بدون سببٍٍ أثناء الرقية قد تكون من أعراض العين والحسد،[٣] خاصَّةً إذا كان البكاء غريباً وبصوتٍ مرتفعٍ وبدون أيّ سبب، ولا مانع من تشخيص المُصاب بالعلامات الظاهرة والتي يدلّ عليها وجود قرائن عدّة عند مَن له خبرة من الرقاة، ولكن بشرط أن لا يجزم استناداً لِما سبق من التوضيحات والتنبيهات المهمّة؛ لأنّه لا يوجد مستندٌ شرعيٌّ يُثبت أنّ البكاء أو غيره من الأعراض أثناء الرقية له ارتباطٌ بمرضٍ روحيٍّ معيّن.[٤]


إضافة إلى ما سبق نجد أنّ هناك احتمالاتٍ أخرى للبكاء أثناء سماع الرقية، ومنها ما يأتي:

  • الخشوع

قد يكون البكاء الهادئ ناتجاً عن الخشوع أثناء تدبُّر الآيات القرآنية والأدعية المأثورة، فهذا أمرٌ طبيعيٌّ في غالب الأحيان.

  • الخوف والتّوتر

ربّما بكى المَرقي بسبب الخوف والتوتّر، خاصّة أنّ العديد من العوام يُحيطون العلاج بالرّقية بهالةٍ من التخوّفات المرتبطة بظهور أعراضٍ غريبةٍ أو مخيفة، وهو ما لا يُشترط أبداً أثناء الرقية الشرعية.

  • الاضطرابات النّفسية

ربّما كان الشخص المَرقيّ يُعاني في الأصل من مشكلةٍ نفسيّة تحتاج إلى العلاج، مثل القلق أو الاكتئاب أو غيرها من الاضطرابات النفسية الأخرى، وإن كان الأمرُ كذلك فعلى المريض أن يأخذ بأسباب العلاج، ويُراجع طبيباً نفسياً لمعرفة ما إذا كان ذلك البكاء الغريب أو المستمر بدون سبب ناتجاً عن مرضٍ نفسيٍّ معيَّنٍ يحتاج إلى العلاج أم لا،[٥] وهذا لا يتنافى مع الاستمرار بالعلاج بالرقية الشرعية، بل يجمع صاحبه بين الخيريْن.[٦]


نصائح للوقاية والتحصين من الأذى

على المُسلم أن يأخذ بكافة الأسباب الممكنة حتى يُحصّن نفسه ويقيها من الضرّ والأذى عموماً، وفي الوقت ذاته عليه أن يوقن أنّ الخير والشفاء بيد الله -تعالى- وحده، وأنّه لن يصيبه إلا ما كتبه الله -تعالى- له، ومن النّصائح التي تُعين المسلم على الطمأنينة وتحصين النفس من السوء ما يأتي:

  • متابعة العلاج بالرقية الشرعية، والأفضل أن يرقي المسلم نفسه بنفسه؛ حتى يُظهر شكواه وحاجته لله -تعالى-، فيكون ذلك أبلغ في النفع والله أعلم، فإن لم يستطع فله أن يستعين بالرقية الشرعية على يد راقٍ معروف بالاستقامة والصلاح.
  • الأخذ بأسباب التداوي والعلاج إن احتاج الأمر إلى ذلك، حتى لا يكون المرء متواكلاً.
  • سماع آيات السّكينة وقراءتها باستمرار، فلها نفعٌ عظيمٌ في طمأنة النفس بإذن الله.
  • المحافظة على أذكار الصباح والمساء وغيرها من الأذكار اليومية.
  • تحصين النّفس بقراءة سورة الفاتحة، والبقرة، بالإضافة إلى قراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين في الكفّين، والنفث فيهما، ثم مسح ما يستطيعه المسلم من بدنه قبل النوم.
  • تفويض الأمور إلى الله -تعالى- دئماً، وعدم استحضار الأفكار التي تجلب الخوف والقلق.

المراجع

  1. خالد الجريسي، ارق نفسك وأهلك بنفسك، صفحة 191. بتصرّف.
  2. محمد المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 531، جزء 1. بتصرّف.
  3. "إضاءات حول الرقية الشرعية"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2023. بتصرّف.
  4. ناصر العقل، دروس الشيخ ناصر العقل، صفحة 15، جزء 12. بتصرّف.
  5. "البكاء الشديد والصراخ مع الرغبة في الضحك ثم البكاء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2023. بتصرّف.
  6. الشيخ ناصر العقل، دروس الشيخ ناصر العقل، صفحة 14، جزء 12. بتصرّف.