كم مرة تقرأ الرقية الشرعية في اليوم؟

كم مرة تقرأ الرقية الشرعية في اليوم؟

ليس لقراءة الرقية الشرعية في اليوم عددٌ معيَّنٌ، إذ لم يثبت في الشرع ما يدلّ على قراءتها بعددٍ محدَّدٍ، ولم يرد النهي أيضاً عن تكرارها، فيكون ذلك بحسب الحاجة والاستطاعة.

وقد قال الشيخ عبد الله الجبرين -رحمه الله-: "أرى أنه لا مانع من التكرار، سواء بعددٍ أو بدون إحصاء؛ وذلك لأن القرآن شفاءٌ لما في الصدور، وهدى ورحمةٌ للمؤمنين..."،^[١] وقد سُئل بعض أهل العلم عن حكم إعادة الرقية ثلاث مرات، فقال: "لا نعلم في السنة ما يثبته، ولكن أمور الرقى يباح ما جرّب نفعه منها إن لم يكن فيه شرك".^[٢]

وقد ذكر بعض أهل العلم أن تكرار السور والآيات في الرقية أمرٌ مفيد، ويجعل أثر الرقية أقوى بإذن الله، خاصَّةً تلك التي ثبت فيها الفضل في الرقية والتحصين، مثل آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الإخلاص، والمعوّذتين، فلا بأس بتكرارها مرّتين وثلاثة ونحو ذلك مع إخلاص النية لله -سبحانه-.^[٣]

ويدل على ذلك عموم الحديث النبوي الذي يرويه عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه-: (كُنَّا نَرْقِي في الجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تَرَى في ذلكَ؟ فَقالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ)،^[٤] وقال بعض أهل العلم أيضاً: إن رأى الراقي تأثّر المريض بقراءة آيات وسورٍ معيّنة فلا بأس أن يكرّرها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً حسب حاجة المريض ومدى استجابته.^[٥]

وحريٌّ بمن أراد تكرار الرقية الشرعية أن لا يجعل ذلك يطغى على التدبّر فيها وحسن الاستعانة بالله -سبحانه- واستحضار قدرته على الشفاء، فهذه الأمور أساسيةٌ في الرقية الشرعية، ولها عظيم الأثر في النّفع بإذن الله،^[٥] ويجوز للراقي أو لمن يرقي نفسه أن يكرّر الرقية كاملةً بحسب حاجته واستطاعته، أو يُمكنه أن يكرّر السور والآيات التي تأثّر فيها واستجاب معها للشفاء، فيُركّز عليها بالتكرار أكثر من غيرها.

ما هي مدّة قراءة الرقية الشرعية؟

لا يوجد للرقية الشرعية مدَّة محدّدة، بل الأصل أن يستمرّ عليها المريض حتى يُذهب الله -تعالى- عنه المرض أو الحسد أو السحر ونحوه، فيبقى ملازماً للاستشفاء بها بحسب حاجته حتى يُتمّ الله -تعالى- عليه الشفاء،^[٦] ويجدر بالذكر أنّ تحصين النفس بالأذكار والأدعية المأثورة مُحبَّبٌ دائماً، وخاصة أذكار الصباح والمساء، فهي من الأوراد اليومية التي يُستحبّ المحافظة عليها كل يوم.^[٧]

ما هو وقت قراءة الرقية الشرعية؟

يجوز للمسلم أن يرقي نفسه بأيّ وقتٍ شاء ليلاً أو نهاراً، إذ لم يُحدّد الشرع للرقية وقتاً محدَّداً، والأمر في ذلك واسع، ولكن إذا رغب العبد أن يتحرّى مواطن الاستجابة كثلث الليل وجوفه جاز له ذلك، وهو أمرٌ حسنٌ ومُرغَّبٌ فيه؛ لأنّ الرقية في حقيقتها دعاء ومناجاة لله -عز وجل-، فيُرجى في هذه الأوقات الاستجابة إن شاء الله.^[٨]

ولكن ثبت في بعض أذكار الرقية المأثورة استحبابها في الليل أو قبل النوم، فيُسنّ الاقتداء بالنبي الكريم في أدائها، ومن الأمثلة على ذلك ما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ).^[٩]