ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العين حق، وأنها قد تؤدي بالمسلم إلى القبر، ولكن كله بإذن الله، ومن فضل الله على عباده أنه أوجد لهم الأسباب التي تقيهم شرور العين، وهي الأذكار والأدعية التي وردت في سنة النبي الكريم، وكذلك الآيات الكريمة من القرآن الكريم، فمن داوم على هذه الأذكار يوميًا يحصن نفسه بإذن الله من العين.


ولا بد من التنويه بأنه العين ما هي إلا ابتلاء يصيب العبد، وقد يصيبه وهو مواظب على الأذكار والعبادات، ويكون ذلك لحكمة يريدها الله عز وجل، فما على المسلم إلا أن يصبر ويحتسب، ويزداد يقينًا بقضاء الله وقدره، ويسعى إلى العلاج من العين بالطرق المشروعة، كالرقية الشرعية.


طرق تحصين النفس من العين

إن أول ما على العبد من عمل حتى يحصن به نفسه من كل الشرور بما فيها العين هي المحافظة على العبادات المفروضة، والابتعاد عن المعاصي، لما فيه من حفظ للنفس، وكذلك لا بد للعبد أن يؤدي النوافل من العبادات، ولا ينسى الدعاء لنفسه ومساعدة الاخرين ولا سيما الصدقات لما فيها من دفع بلاء عن العبد.


ثم بين لنا رسولنا الكريم في سنته الشريفة كيف يحصن المسلم نفسه من العين، إذ ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوذ الحسن والحسين ويقول: أعوذ بكلمات اللهِ التامة، من كلِ شيطانٍ وهامةٍ، وكل عين لامةٍ، (هنا نص الحديث) ، وفي هذا الدعاء تحصين من شرور الشيطان ومن العين.


وورد أيضا عن رسول الله أنه لما أنزل الله سبحانه وتعالى سورة الفلق وسورة الناس (المعوذتين)، كان يحصن فيهما، وترك ما سواهما من أدعية التعويذ، (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ منَ الجانِّ وعينِ الإنسانِ حتَّى نزَلتِ المعوِّذتانِ فلمَّا نزلَتا أخذَ بِهِما وترَكَ ما سواهما)[١]


تحصين النفس من العين بالأذكار

الأصل بالعبد المسلم أن يكون دائم الذكر لله تعالى في كل أحواله، وقد ورد عن رسول الله العديد من الأدعية والأذكار التي ينال العبد بها الثواب، ومن فضل هذه الأذكار أيضًا تحصين النفس وحفظها من شرور الشيطان والسحر والحسد والعين، وهذه الأذكار تتمثل في أذكار الصباح والمساء، والأذكار بعد كل صلاة، وأذكار النوم، وأذكار الاستيقاظ، والتي يطلق عليها مسمى حصن المسلم.


أدعية لتحصين النفس من العين

فيما يلي الأدعية التي تقي بإذن الله من العين، وكلها واردة في أذكار الصباح والمساء:

  • بسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمُ
  • أعوذُ بِكلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ من شَرِّ ما خلق
  • أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ التي لا يُجاوزُهنَّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق وذرأَ وبرأَ ومن شرِّ ما ينزلُ من السماءِ ومن شرِّ ما يعرجُ فيها ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرجُ منها ومن شرِّ فتَنِ الليلِ والنهارِ ومن شرِّ كلِّ طارقٍ إلا طارقًا يطرقُ بخيرٍ يا رحمنُ
  • أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ مِن هَمزِهِ، ونَفخِهِ ونَفثِهِ


إن الأولى بالمسلم أن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أوردنا سابقًا، فإن الرسول بعد نزول المعوذتين ترك ما غيرهما، وكان يعوذ بهما، وفي هذا السياق لا بد من التنويه بأن الله عز وجل قال في محكم كتابه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: آية 186]، لذلك على المسلم أن يقوي إيمانه بالله، ويستجيب لما فرضه الله عليه، ويبتعد عن ما نهاه عنه، ثم يتوجه إلى الله بالدعاء بيقين الإجابة، كي يحفظه من العين بأي صيغة يتقنها شريطة أن لا يكون فيها شرك وأن يلتزم الأدب مع الله عز وجل في الدعاء.


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2058، صحيح.