حقيقة الجزم بالأعراض بعد الرقية وتنبيهات أخرى

لا بدّ من التنبيه إلى أنّ الأعراض التي يذكرها المشتغلون في الرقية لا يُمكن الجزم والقطع بسببها، فلا مانع أن يُشخِّص الراقي المصاب بالعلامات التي تظهر أمامه مِراراً ويدلّ عليها قرائن عديدة، ويُتابع بالعلاج المشروع بالرقية، ولكن بشرط أن لا يجزم بسبب هذه الأعراض، وتكون المتابعة بالعلاج بالرقية الشرعية؛ لأنّها مستحبّة لتحصين المسلم عموماً من كلّ أذى، سواءً ظهرت عليه الأعراض أم لم تظهر.[١]


ويجدر بالذكر أيضاً أنّ الأعراض التي قد تظهر بعد الرقية لا يُشترط أن تكون بسبب مرضٍ روحيٍّ؛ كالسحر، والعين والحسد، ونحو ذلك، فربّما كانت لمرضٍ نفسيٍّ أو عضويٍّ يحتاج إلى الأخذ بأسباب العلاج ومراجعة أهل الاختصاص، كما لا يُشترط ظهور أعراضٍ غريبة على المَرقي أثناء وبعد الرّقية، وإن ظَهرت عليه أعراض مرتبطة بالحسد والسحر فيصعب تمييز سببها بالضبط، لأنّ أعراض هذه الأمراض متشابهة ومتداخلة جداً.[٢]


دلالة الأنين أثناء النوم بعد الرقية

بناءً على ما سبق توضيحه فإنّه لا يُمكن الجزم بسبب الأنين أثناء النّوم بعد الرّقية الشرعية، لوجود احتمالاتٍ كثيرة له، وقد يكون لها علاقةٌ بالحسد والسحر ونحوه من الأمراض الروحية وقد لا يكون، خاصّة وأنّه بالبحث عن أقوال الرّقاة الثقات فيما يتعلّق بالأعراض التي قد تظهر على المصاب أثناء وبعد الرقية؛ فإنّه لا يوجد مَن يُصرّح منهم بأنّ أنين النّوم مرتبطٌ بسببٍ معيّن أثناء أو بعد الرقية.


ولكن عموماً على المسلم أن يأخذ بأسباب العلاج بالرقية الشرعية والأسباب المادية الأخرى، فالرقية تنفع في دفع الضرّ والتعب بإذن الله، ولا يتنافى ذلك مع العلاج عند الأطبّاء إن احتاج الأمر إلى ذلك، فربّما كان هذا الأنين مشكلةً متعلّقة بالجهاز التنفّسي، ونحو ذلك من الأسباب التي لا يمكن الجزم بها إلا بمراجعة أهل الاختصاص.


وربّما صدر الأنين أثناء النوم بسبب التعب في النهار، أو النّوم بطريقةٍ غير مريحةٍ وسليمة، فكثيراً ما نلمس في الواقع سماع أنين نائمٍ، ويكون السبب في ذلك هو أنّ طريقة نومه ليست مريحة، كأن تكون رقبته مُنْحِنِيةً أو ليست على مستوى صدره، وبعض الأشخاص يصدر منهم صوت أنينٍ بسبب رؤيتهم للأحلام المزعجة.


ويذكر بعض الأطباء أنّ أنين النوم قد ينتج لعدّة أسبابٍ أخرى، ومنها: الضغط العصبي، أو بعض الأدوية، أو التعب والإرهاق أثناء الصباح، أو اضطراب نفسيٍّ ونوبات ليلية خاصة إذا تكرّر الأنين بكثرة، وقد يكون بسبب الإصابة بالحُمّى، أو الكآبة، أو الحرمان من النّوم، لِذا فالأفضل حتى يقطع المرء الشكّ باليقين أن يُبادر إلى استشارة الطبيب والأخذ بأسباب العلاج خاصّة إنْ كان ذلك ممّا يُتعبه ليلاً.[٣]


نصائح تُعين على التخلّص من أنين النوم

هناك العديد من النصائح العامّة التي تُعين على التخلّص من الأنين أثناء النوم إن شاء الله، ومن أهمّها ما يأتي:[٤]

  • المحافظة على أذكار النوم دائماً، فهي سببٌ للراحة والهدوء والسكينة أثناء النوم بإذن الله.
  • المحافظة على الأذكار اليومية، ومنها أذكار الصباح والمساء، وقراءة وردٍ من القرآن الكريم يومياً.
  • عدم استحضار كثرة التفكير والهموم والقلق عند النوم، ومحاولة طرد هذه الأفكار والخلود إلى النوم بذهنٍ صافٍ، وتقليل التوتّر، وتفويض الأمور إلى الله -تعالى-، إذْ كلّما كان ذهن المرء مطمئناً أعانه ذلك على الراحة في نومه.
  • مراجعة أهل الاختصاص، مثل طبيب الأنف والأذن والحنجرة لإجراء الفحوصات اللازمة، ومن ثمّ أخذ العلاج المناسب.
  • عدم الإثقال بالأكل قبل النوم، وتقليل شرب المنبّهات مساءً.
  • تثبيت وقت النوم، لأنّ النوم في أوقاتٍ ثابتة تُعطي صاحبها نوماً صحياً أكثر.

المراجع

  1. ناصر العقل، دروس الشيخ ناصر العقل، صفحة 15، جزء 12. بتصرّف.
  2. خالد الجريسي، ارق نفسك وأهلك بنفسك، صفحة 191. بتصرّف.
  3. "تعرف على أسباب الكلام أثناء النوم"، ويب طيب، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2023. بتصرّف.
  4. "سبب الأنين أثناء النوم وعلاجه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2023. بتصرّف.