الأعراض الجسدية بعد الرقية الشرعية

زوال الأعراض الجسدية بعد العلاج بالرقية

إنّ الاستعانة بالله -سبحانه- من خلال الاستشفاء بآياته الكريمة والأدعية المأثورة خيرُ تحصينٍ وعلاجٍ للمسلم، ويُقصد بالأعراض الجسدية بعد العلاج بالرقية: علامات الشفاء التي يَعرف المريض من خلالها استجابته للعلاج وبدء شفائه ممّا أُصيب به. فكيف يعرف المريض أو المُصاب بعينٍ أو سحرٍ ونحوه علامات شفائه بعد الرقية؟

والجواب على ذلك هو: ذَكَرَ أهل العلم والاختصاص أنّ معرفة المريض بشفائه بعد الرقية يكون بِـ:^[١]

• زوال الأعراض التي كان يُعاني منها سابقاً؛ سواءً من العين أو الحسد أو السّحر أو المسّ ونحوه، فإذا زالت هذه الأعراض فيغلب على الظنّ أنّ المريض قد شُفي بمشيئة الله،^[٢] وسيتمّ التفصيل بهذه الأعراض لاحقاً في المقال.
• الشعور بالرّاحة وزوال الآلام التي كان يجدها المريض بدون سببٍٍ واضح، وشعور مَن حوله بتحسّنه.
• ربّما تقيّأ المريض أو خرج من معدته مواد غريبة أثناء قضاء حاجته، وهذا عادةً ما يكون في علامات الشفاء من السحر بعد الرقية، فقد عايَن العديد من الرّقاة الثقات خروج خيوطٍ أو عقدٍ وأوراقٍ غريبة من المُصابين بالسّحر بعد العلاج المستمر.^[٣]
• ذكر بعض المشتغلين في الرقية أيضاً أنّ من علامات الشفاء من الحسد والعين بعد الرقية: "أن يكون على شكل تثاؤب، أو نوم عميق، أو عرق، أو استفراغ، أو خروج هواء من الجوف، أو عطاس، أو ظهور كدمة تنتقل حتى تصل إلى منفذ من المنافذ البدن، أو تخرج تقرحات فيخرج منها قيح وصديد".^[٤]

هذا والله -تعالى- أعلم، وأحياناً يلجأ مَن يُعاني من الأمراض النفسية إلى العلاج بالرقية، كمَن يشعر بالضيق والحزن دائماً، أو الإحساس المستمر بعدم التوفيق وتعقّد الأمور رغم أخذه بالأسباب وعدم تقصيره في ذلك، ولكن يزول ذلك عنه بعد لجوئه إلى الله -تعالى- ودعائه والاستشفاء بآياته، ويجدر التنبيه إلى أنّه لا يُشترط زوال هذه الأعراض -إن وُجِدت- من الرقية الأولى، بل قد يحتاج المريض إلى العلاج بالرقية الشرعية عدّة مرَّاتٍ حتى يزول عنه أثر ما يجده من الأعراض التي لجأ بسببها إلى الرقية.

ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أنّ العديد من الأعراض التي يجدها الإنسان عموماً قد تكون لسببٍ عضويٍ أو نفسيٍّ يحتاج إلى التطبّب والعلاج، فليس كلّ تعبٍ أو مرضٍ أو ضيقٍ سببه العين والسحر والحسد، ولا شكّ أنّ القرآن الكريم شفاءٌ وخيرٌ عظيمٌ للمريض، إلّا أنّ الله -سبحانه- أمر بالأخذ بأسباب العِلاج عند الحاجة إلى ذلك، فالرقية لا تتنافى مع طلب العلاج من أهل الاختصاص، بل هذا هو المطلوب شرعاً.^[٥]

ما هي الأعراض الجسدية التي تزول بعد الرقية؟

ذكرنا سابقاً أنّ من علامات الشفاء التي نقلها أهل العلم بعد العلاج بالرقية زوال الأعراض التي حصلت عند المُصاب بسبب العين أو السحر ونحوه، وعند البحث في كتب أهل الاختصاص والمشتغلين في هذا المجال نجد أنّهم ذكروا العديد من الأعراض التي تظهر على المصاب قبل وأثناء الرقية، وهي متداخلة ومتشابهة إلى حدٍّ كبيرٍ بحيث يصعب تمييز ما إذا كانت أعراض عينٍ أم مسٍّ أم سحر، بل ربما كان بعضها بسبب مرضٍ نفسيٍ أو عضوي، فيجب التنبّه لذلك.^[٦]

لِذا لا يصحّ الجزم أنّ هذه الأعراض كانت بسبب سحرٍ أو عين ونحوه، بل هي من الأعراض التي نقلها أهل الخبرة في هذا المجال، والتي عاينوها بالتجربة والممارسة المستمرة، ومن هذه الأعراض التي يُعرف الشفاء بزوالها ما يأتي:^[٧]

• الهلع والقلق والخوف الدائم الشديد بدون سبب.
• كثرة الأحلام المزعجة والكوابيس.
• الآلام الموجودة في أجزاء الجسم بدون سببٍ واضح، وكذلك الكدمات والدمامل التي تظهر على الجسم فجأة بغير أسباب معروفة.
• الغضب غير الطبيعي والانفعالات المفاجئة المستمرة.
• النعاس والتشتت الملحوظ عند قراءة القرآن الكريم.
• كثرة التثاؤب الملحوظ عند الصلاة وقراءة القرآن.
• الحزن والرغبة الدائمة بالبكاء دون سبب.
• الانتكاس بالعلاقة الزوجية وكثرة المشاكل المفاجئة.
• الأعراض التي تظهر أثناء الرقية؛ مثل الغثيان وآلام البطن، وبرودة الأطراف، والخدران في الجسم، ونحوها من الأعراض التي قد تظهر أثناء الرقية.
• التغيرات المفاجئة التي تحصل في حياة المصاب؛ مثل التغير المفاجئ من الصحة إلى الأمراض، أو من العبادة إلى المعصية، أو من السرور إلى الضيق والحزن الشديد، بالإضافة إلى عدم الاستجابة للعلاج بالقرآن.^[٨]