حقيقة العين والحسد وأعراضها أثناء الرقية

حقيقة الإصابة بالعين والحسد

لا يقع شيءٌ في هذه الحياة إلا بإذن الله -تعالى-، ولا يُصيب المؤمن نفعاً أو ضراً إلا بتقدير الله ومشيئته، قال -تعالى-: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، [التوبة:51] والعين والحسد أمران ثابتان، أقرّهما الشّرع في نصوص عديدة، وأثرهما على المسحود أو المعيون لا يقع إلا بأمر الله، وقد أرشد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- المسلمين إلى تحصين أنفسهم بالأذكار والأدعية وقايةً من العين والحسد ونحوه من الأذى عموماً.


أعراض العين والحسد عند الرقية

المُصاب بالعين والحسد قد يُعاني من بعض المنغّصات في حياته تِبعاً لعدّة عوامل، ومنها: مدى تحصينه لنفسه وقربه من الله -تعالى-، ومدى تأثير عين مَن أصابه بالحسد، لِذا يلجأ المسلم حينها إلى العلاج بالرّقية الشّرعية، وقد رأى العديد من الرقاة أثناء رقية المصابين بالعين والحسد ونحوه ظهور العديد من الأعراض أثناء تلاوة الآيات والأدعية، وهي تختلف من مريضٍ إلى آخر.


ولكن لا يمكن الجزم بأنّ العَرَض كذا بسبب العين والحسد،[١] إذْ ربما كانت بعض الأعراض بسبب مرضٍ عضويٍ يحتاج للعلاج، وحينها يلزم المريض أن يأخذ بأسباب التداوي اللازمة، وأنْ لا يربط كلّ ما يُعكّر عليه صفوه بالحسد والعين،[٢] ومن الأعراض التي أثبتتها المشاهدات والتجارب وذكرها المشتغلون بالرقية ما يأتي:[٣]

  • التعب العام والشعور بالضيق.
  • الرغبة بالبكاء أحياناً.
  • كثرة التثاؤب الملحوظ، والنعاس الشديد، والرغبة بالنوم.
  • ربما فقد المريض وعيه على فتراتٍ متقطّعة ثمّ يعود.
  • تصبُّب العرق من المريض.
  • الشعور بحرارةٍ في البطن، وبرودةٍ في الأطراف.
  • الشعور بتسارع ضربات القلب.
  • الإحساس بالخدر في أجزاء البدن.
  • الشعور بالغثيان والمغص وآلامٍ في البطن.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.


ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه الأعراض يصعب تمييز سببها عادةً، فربّما كانت من العين أو الحسد أو السحر أو المسّ، لأنّ أعراض هذه الأمراض الروحية متشابهة إلى حدٍّ كبير، ولا يشترط ظهور جميع الأعراض التي تمّ ذكرها سابقاً على المُصاب بالعين والحسد، بل هي مما ذكره الرقاة بالتجربة العامّة،[٢] ولا يُشترط كذلك ظهورها من الرقية الأولى.


كيفية التحصين والوقاية من العين والحسد

لا بدّ أن يكون المؤمن قريباً من الله -سبحانه-؛ يسعى لمرضاته، ويجتنب معصيته، فالقرب من الله -تعالى- يُحصّن صاحبه من السّوء والأذى، وإذا قدّر الله وقوع شيء من ذلك للمؤمن كان أخفّ عليه وأهون، وحتى يُحصّن المرء نفسه عليه أن يُحافظ على أذكاره اليومية، وعلى صلواته في وقتها، ويجعل له ورداً من القرآن الكريم، ويقرأ الرقية الشرعية.


ويُمكن أن يعالج المسلم نفسه أو يقيها من العين والحسد والأذى بما يأتي:[٤]

  • اتّباع سنّة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالقراءة والنفث الواردة بحديث عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ).[٥][٦]
  • إذا تألّم المُصاب من شيءٍ وضع يده اليُمنى على موطن الألم، وقرأ بهذا الدعاء سبع مرات: (أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ).[٧]
  • المحافظة على أذكار النوم، ودخول الخلاء، والطعام والشراب، ودخول المنزل والخروج منه، وأذكار الصباح والمساء.
  • قراءة الرقية الشرعية مع استحضار نيّة الشفاء أو الوقاية من العين والحسد، ويُمكن للمصاب قراءتها الرقية على الماء أيضاً ثمّ النفث فيه والشرب منه، والاغتسال بجزءٍ منه في مكانٍ طاهر.

المراجع

  1. الشيخ ناصر العقل، دروس الشيخ ناصر العقل، صفحة 15، جزء 12. بتصرّف.
  2. ^ أ ب خالد الجريسي، ارق نفسك وأهلك بنفسك، صفحة 191. بتصرّف.
  3. "الأعراض والعلامات العامة للسحر"، الله الشافي، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2023. بتصرّف.
  4. "الآيات والأدعية التي يقرؤها من أراد رقية نفسه من السحر، ودعاء القضاء على الهم والغم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2023. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5017، صحيح.
  6. ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد، صفحة 168، جزء 4. بتصرّف.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن نافع بن جبير ، الصفحة أو الرقم:2202 ، صحيح.