كيفية الرقية بسورة البقرة

سورة البقرة وأثرها في الشفاء وإبطال السحر

إن سورة البقرة سورة عظيمة لها نفع في إبطال السحر وعلاجه وعلاج المريض من الحسد والعين والمسّ ونحوه، حيث إنها تطرد الشياطين وتمنع تأثير السحر، وتقي قارئها وحافظها من شرّ الإنس والجنّ، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل قراءتها وقراءة آيات منها في الحفظ والتحصين، فجاء في الحديث الصحيح أنها سورة لا يقدر عليها السحرة، فهم لا يستطيعون دفعها واختراق تحصين من قرأها؛ فقال -عليه الصلاة والسلام-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ).^[١][٢]

كما ثبت في فضلها وعظيم شأنها أن الشياطين تفرّ من البيت الذي يُقرأ فيها سورة البقرة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ)،^[٣] فالبيت الذي يُقرأ فيه البقرة تحضره الملائكة وتحلّ عليه البركة والطمأنينة، فلا يستطيع الشيطان التأثير على أهل البيت وإغوائهم، وهذا من دواعي وأسباب طرده من البيت ودحضه،^[٤] ونظراً لأهمية سورة البقرة في التحصين والحفظ فإنه يستحبّ للمسلم أن يقرأها في رقيته، وآتياً بيان كيفية ذلك، وأهم المسائل المتعلقة بها.

كيفية الرقية بسورة البقرة

إن طريقة الرقية بسورة البقرة تكون بإحدى الطرق الصحيحة التي يرقي بها المسلم نفسه عند قراءته الرقية الشرعية، فإما أن يقرأها على نفسه، أو أن يضع يده عند قراءتها على موضع الألم من جسده إن وُجد ثم يسمح يده عليه، أو أن يقرأها على كأس من الماء؛ سواء كان ماءً عادياً أو ماء زمزم، ويشرب منه أو يمسح به جسده أو يغتسل به، ويجوز أن يقرأها على زيت الزيتون ويدهن بها جسده، فكل ذلك مشروع،^[٥] حيث إنه يرجى من قراءتها النفع والشفاء بإذن الله -تعالى-، سواء قرأها المسلم في بيته أو خارجه، وأما إن كان قصده تحصين بيته وحفظه من الشيطان لفضلها وأهميتها في هذا الأمر كما تمّ بيانه، فإنه يلزمه أن يقرأها في البيت.^[٦]

أفضل وقت لقراءة سورة البقرة

لم يرد نصّ ثابت صحيح في الشريعة الإسلامية يحدد وقتاً معيناً لقراءة سورة البقرة، حيث إنها تقرأ في أي وقت من اليوم، في أي جزء من النهار والليل، وقد دلت بعض نصوص الشريعة على أفضلية قراءة الليل بشكل عام؛ قال -تعالى-: (لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)،^[٧] حيث يستحب قراءة القرآن الكريم في الليل ومن ضمنها سورة البقرة؛ فالليل سكون وهدوء وهذا أدعى إلى الخشوع والتدبّر وعدم النفاق والرياء.^[٨]

أفضلية قراءة البقرة على سماعها

إن الأفضل للمسلم أن يقوم بقراءة سورة البقرة بنفسه، فيرقي نفسه بنفسه في قراءتها، فتأثيرها في النفع والشفاء في قراءتها أقوى من سماعها، مع جواز ومشروعية سماعها مسجلة، لما في ذلك من أجرٍ وفضيلةٍ ورجاء الشفاء.^[٩]

أمور متعلقة برقية سورة البقرة وقراءتها

هناك بعض الأمور متعلقة بسورة البقرة من حيث الرقية بها وقراءتها يجب التنبه لها، وآتياً بيانها:

• يستحب للمسلم عند قراءته سورة البقرة أن يكون على طهارة تامة، كما يجب ألا يكون جنباً عند قراءتها؛ لأن الجنب يحرم عليه قراءة القرآن.^[١٠]
• يستحسن للمسلم التدبر والتركيز فيما يقرؤه من الآيات من سورة البقرة، وأن يستحضر معانيها ومضامينها؛ فيكون حاضر القلب والذهن، فاهماً لِما يقرأ.
• يستحسن تكرار الرقية بسورة البقرة وتكرار قراءتها؛ رجاء النفع والتحسّن.
• يفضل رفع الصوت عند قراءتها، إلا أنه لا يشترط ذلك، فيجوز له أن يقرأها بصوت منخفض.
• لا يشترط أن تقرأ سورة البقرة دفعة واحدة، فيجوز للمسلم أن يقرأها على دفعات وأوقات متعددة، إلا أن الأفضل أن تقرأ دفعة واحدة.^[٩]
• يجوز أن توزع قراءة سورة البقرة على أفراد البيت إن كان القصد تحصينه، فلا يشترط أن تقرأ من شخص واحد من أهل البيت، وإن كان الأفضل أن تقرأ من شخصٍ واحدٍ.^[٩]
• يجوز أن تقرأ سورة البقرة من المصحف، أو غيباً إن كان المسلم يحفظها.^[١٠]

مواضيع أخرى:

كيفية الرقية بسورة الفاتحة

كيفية الرقية الشرعية