كيفية الاغتسال بماء الرقية

كيف تغتسل بماء الرقية؟

يجعل الراقي فمه قريباً من الماء الذي يريد أن يقرأ عليه الرقية، ثمّ يبدأ بقراءة الرقية وينفث بشيءٍ من ريقه داخل الماء أثناء قراءة الرقية، ثمّ يغتسل به، قال ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين: "كان يعرض لي آلام مزعجةٌ بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنّه حصاة تسقط، جربت ذلك مراتٍ عديدةٍ، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء"، كما ورد عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- أنّه كان ينتفع بالماء المقروء عليه، نصّ ابن مفلح في الآداب الشرعيّة:" قال صالح ـ يعني ابن الإمام أحمد رحمهما الله تعالىـ ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك، ونقل عبد الله أنّه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ويصبّ على نفسه منه، قال عبد الله: ورأيته قد أخذ قصعة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فغسلها في جب الماء ثمّ شرب فيها، ورأيته غير مرةٍ يشرب ماء زمزم فيستشفي به ويمسح به يديه ووجهه".^[١]

حكم الاغتسال بماء الرقية

يجوز الاغتسال بالماء الذي قرأت عليه الرقية من القرآن الكريم والسنة النبوية دون أي حرجٍ أو بأسٍ، وكذلك لا بأس أن يُصيب ذلك الماء موضع العورة من الجسم، فلم يثبت أي إنكارٍ لذلك الفعل، مع الإشارة إلى أنّ الأولى والأفضل الشرب من ماء الرقية وليس الاغتسال به.^[٢][٣]

حكم الاغتسال بماء الرقية في الحمام

يجوز الاغتسال بالماء المقروء عليه في الحمام إن تعذّر الاغتسال به في أماكن أخرى، إذ إنّ الماء المقروء عليه القرآن محترمٌ ومصانٌ عن الأماكن القذرة، فالأولى الاغتسال فيه بمكانٍ طاهرٍ تعظيماً لكلام الله إلّا إن تعذّر ذلك،^[٤] إذ إنّ العادة جريان ماء الاغتسال في المجاري والأفضل تنزيه الماء الذي قرأ عليه القرآن عن ذلك، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: "قال الخلال: إنمّا كره الغسل به، لأنّ العادة أنّ ماء الغسل يجري في البلاليع والحشوش، فوجب أن يُنزّه ماء القرآن من ذلك، ولا يُكره شربه، لما فيه من الاستشفاء"،^[٢] كما يُكره أيضاً استعمال ماء زمزم في مواضع القذارة، لإزالة نجاسةٍ ما أو صبّه في مواضع النجاسة؛ لأنّه ماءٌ معظّمٌ مباركٌ وردت عدّة أحاديث تبيّن فضله، منها: ما ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ ، و شِفاءٌ من السُّقْمِ)،^[٥] وقال العلّامة ابن القيم -رحمه الله-: "هو سيد المياه، وأشرفها، وأجلها قدراً، وأحبّها إلى النفوس، وأغلاها ثمناً، وأنفسها عند الناس، ‏وهو هزمة جبريل، وسقيا إسماعيل".^[٦]