كيفية الرقية بسورة الفاتحة

إن الرقية بسورة الفاتحة والتداوي بها يكون بإحدى الطرق الآتية:[١]

  • قراءة سورة الفاتحة مرة أو أكثر، ثم النفث على اليد ومسح مكان الألم، أو القراءة مباشرة على مكان الألم بوضع اليد عليه، والنفث على مكان الألم مباشرة.
  • قراءة سورة الفاتحة على الماء مرة أو أكثر ثم شربه.
  • قراءة سورة الفاتحة على الماء مرة أو أكثر ثم الاغتسال به، بشرط عدم سقوطه في مكان فيه نجاسة، أو المسح منه.
  • قراءة سورة الفاتحة على العسل مرة أو أكثر ثم تناوله.
  • قراءة سورة الفاتحة مرة أو أكثر على الزيت، ثم دهن الجسم به.


ولا بدّ من الاستمرار والمداومة على الرقية بسورة الفاتحة، وفعل ذلك بشكل متكرر، وعدم الاكتفاء بمرة واحدة، والحرص على إخلاص النية لله -عزّ وجلّ-، والاعتقاد أن الشفاء بيد الله -سبحانه وتعالى-، فالرقية بسورة الفاتحة هي من باب الأخذ بالأسباب، وينبغي عدم استعجال الشفاء وتفويض الأمر إلى الله -تعالى- والتوكل عليه.


مشروعية الرقية بسورة الفاتحة

إن سورة الفاتحة من الرقية الشرعية التي ثبت إقرارها في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: (...فَقالوا: يا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا له بكُلِّ شَيءٍ، لا يَنْفَعُهُ؛ فَهلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنكُم مِن شَيءٍ؟ فَقالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَما أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ علَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عليه، وَيَقْرَأُ: (الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ)، فَكَأنَّما نُشِطَ مِن عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَما به قَلَبَةٌ، قالَ: فأوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذي صَالَحُوهُمْ عليه، فَقالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقالَ الَّذي رَقَى: لا تَفْعَلُوا حتَّى نَأْتِيَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَذْكُرَ له الَّذي كَانَ، فَنَنْظُرَ ما يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرُوا له، فَقالَ: وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لي معكُمْ سَهْمًا).[٢]


ففي الحديث تصريح من النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها من الرقية، ويستحب أن يُرقى بها ويُستشفى بها من كل مرض وداء، ومن العين والحسد، والحمى واللدغ، ولذا فإن من أسماء سورة الفاتحة الشافية، والكافية، والشفاء، والرقية، والواقية.[٣]


قال ابن القيم -رحمه الله-: "فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني، والشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عَرَف مقدارها وأعطاها حقها، وأحسن تنزيلها على دائه، وعَرَف وجه الاستشفاء والتداوي بها، والسر الذي لأجله كانت كذلك".[٤]


وقال أيضاً: "كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره، فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم، فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مراراً عديدة".[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "أرقي نفسي بقراءة سورة الفاتحة، فهل أستمر أم أتوقف؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2022. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2276، صحيح.
  3. " " فضل الفاتحة ومشروعية الرقية بها ""، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2022. بتصرّف.
  4. "قراءة الفاتحة من الرقية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2022. بتصرّف.