يعاني العديد من الأشخاص من أمراض نفسية؛ مثل الاكتئاب والشعور بالضيق والهمّ، والحزن والقلق، وتكون الرقية الشرعية من أنفع الوسائل لعلاج ذلك، فإن ذكر الله أعظم دواء لانشراح الصدر والتخلص من الاكتئاب والضيق، قال -تعالى-: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)،[١] وإن قراءة القرآن الكريم فيها خير عظيم وفائدة كبيرة، فهو من أعظم الأسباب في جلاء الغموم، وذهاب الهموم، وبثّ الطمأنينة.[٢]


ولا يصح من المسلم الاكتفاء والركون إلى الأدوية المعنوية وعدم اللجوء في التداوي إلى الأدوية المادية، واستشارة أهل الاختصاص والأطباء،

فقد حثّت الشريعة الإسلامية على التداوي بالأدوية المادية إلى جانب المداومة على الرقية الشرعية من الآيات والأدعية الصحيحة، أخرج الإمام الترمذي في سننه عن الصحابي الجليل أسامة بن شُريك -رضي الله عنه-: (قالت الأعرابُ يا رسولَ اللهِ ألا نتداوى قال نعم يا عبادِ اللهِ تداوُوا، فإن اللهَ لم يضعْ داءً إلا وضعَ له شِفاء -أو دواء- إلا داءً واحدا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ وما هُوَ؟ قال: الهرمُ)،[٣]


آيات الرقية في حالة الاكتئاب

  • (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ*الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ*إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ*اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ). [سورة الفاتحة، آية: 1-7]
  • (اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ). [سورة البقرة، آية: 255]
  • (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ*لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). [سورة البقرة، آية: 285-286]
  • (الم*ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). [سورة البقرة، آية: 1-5]
  • (الم*اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ*نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ*مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ*إِنَّ اللَّـهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ). [سورة آل عمران، آية: 1-5]
  • (لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ*هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ*هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ*هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). [سورة الحشر، آية: 21-24]
  • (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ). [الأنعام: 125]
  • (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي). [طه: 25-26]
  • (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ* فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ* وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب). [سورة الشرح، الآية: 1-8]
  • (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). [سورة يوسف، آية: 86]
  • (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ). [سورة الأنبياء، آية: 87-88]
  • (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ* إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ). [سورة النحل، آية: 127-128]
  • (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). [سورة الرعد، آية: 28]
  • (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا). [سورة الإسراء، آية: 82]
  • (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). [سورة الشعراء، آية: 80]
  • (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ*اللَّـهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ). [سورة الإخلاص، آية: 1-4]
  • (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ*وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ*وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ). [سورة الفلق، آية: 1-5]
  • (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلَـهِ النَّاسِ*مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ*الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ*مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ). [سورة الناس، آية: 1-6]


دليل من السنة أن القرآن شفاء من الهمّ والحزن

قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها).[٤]


أمور يحسن الأخذ بها أثناء الرقية

يوجد مجموعة من الأمور يحسن الأخذ بها أثناء الرقية لعلاج الاكتئاب، منها:[٥]

  • المحافظة على الطهارة، بأن يكون الشخص متوضئاً طاهراً.
  • تكرار بعض الآيات عند قراءة الرقية، مثل تكرار سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين.
  • المداومة والاستمرار على قراءة الرقية أكثر من مرة، وعدم استعجال الشفاء؛ فالشفاء بيد الله -تعالى-.
  • قراءة الرقية بخشوع وتدبر، وتفويض الأمر إلى الله، والاعتماد عليه والاستعانة به، فالشافي هو الله -تعالى-.
  • النفث على الصدر، أو أن يجمع الشخص كفيه وينفث فيهما بعد قراءة كل مقطع من هذه الآيات، ويمسح بهما ما استطاع من جسده كله.


ومما ينبغي الإشارة إليه أنه يجدر بالمسلم تقوى الله -تعالى-، باتباع أوامره واجتناب نواهيه، والإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة، والابتعاد عن المعاصي والذنوب، والمداومة على ذكر الله -تعالى-، وقراءة القرآن، والاستغفار، والالتجاء إلى الله -تعالى- والإلحاح في الدعاء بالشفاء والهداية، فكل ذلك من أعظم أسباب تفريج الكربات، والتخلص من ضيق الصدر والاكتئاب.[٦]


المراجع

  1. سورة الرعد، آية:28
  2. فريق الموقع، "داوم على الرقية والأذكار وخذ بأسباب العلاج المادي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2022. بتصرّف.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أسامة بن شريك، الصفحة أو الرقم:2038، حسن صحيح.
  4. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:199، صحيح.
  5. "وصفة مجربة علاجا مدهشا لجميع الأمراض"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2022. بتصرّف.
  6. "لا حرج في علاج الاكتئاب بالرقية الشرعية والطب النفسي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2022. بتصرّف.