رقية الفاتحة للزواج

ثبتت مشروعية الرقية بسورة الفاتحة لدفع المرض والأذى والسّوء، حيث رقى بها أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- مريضاً وأقرّه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فقال: (وما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ أصَبْتُمْ)،[١] ولسورة الفاتحة العديد من الفضائل، ولكنّ تخصيص الرقية بها لتعجيل الزواج لم يثبت فيه دليل شرعي.[٢]


ولكن لعلّه يُستنبط من مشروعية الرقية بسورة الفاتحة أنّ لهذه السورة خصوصية في دفع الضرر والأذى، وبناءً على ذلك ولعموم قول الله -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ)، [الإسراء:82] فلا حرج على مَن تأخّر زواجه ظانَّاً أنّ هناك عيناً أو سحراً أصابه أنْ يستحضر نيّة تيسير أموره وفكّ ما انعقد من أمره بقراءة سورة الفاتحة وتكرارها، ثمّ دعاء الله -تعالى- بتيسير الزواج وفكّ العُقد.


ويُمكن التداوي بها عن طريق قراءتها عدّة مرات، ثمّ النفث في اليدين ومسح ما يستطيعه المسلم من بدنه، كما يُمكن قراءتها على ماء والاغتسال به في مكانٍ طاهر، أو الشرب منه كذلك، مع أهمية الإخلاص واليقين بقدرة الله -تعالى- على دفع الضرر والسوء عنه.[٣]


يقول ابن القيم -رحمه الله-: "فَاتِحَةُ الْكِتَابِ: وَأُمُّ الْقُرْآنِ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالشِّفَاءُ التَّامُّ، وَالدَّوَاءُ النَّافِعُ، وَالرُّقْيَةُ التَّامَّةُ، وَمِفْتَاحُ الْغِنَى وَالْفَلَاحِ، وَحَافِظَةُ الْقُوَّةِ، وَدَافِعَةُ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْخَوْفِ وَالْحَزَنِ لِمَنْ عَرَفَ مِقْدَارَهَا وَأَعْطَاهَا حَقَّهَا ...".[٤]


أدعية الرقية لتيسير الزواج

بالإضافة إلى فضل سورة الفاتحة في الرقية من الأذى عموماً يُمكن للمسلم الذي تعسّر أمر زواجه أن يدعو الله -تعالى- بالمأثور من أدعية الرقية الشرعية، وبما فاض به لسانه وقلبه من الحاجات، فيبثّ شكواه إلى الله مخلِصاً نيّته له، ومُحسناً الظنّ بالإجابة، ومؤمناً بما يختاره الله له من الخير، ومن الأدعية التي يُناسب الدعاء بها في هذا المقام:

  • (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ). [الأنبياء:89]
  • (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ). [القصص:24]
  • (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). [البقرة:201]
  • (رَبِّ اشرَح لي صَدري* وَيَسِّر لي أَمري* وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني* يَفقَهوا قَولي* وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي). [طه:25-29]
  • (وَقُل رَبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا). [الإسراء:80]
  • (لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). [الأنبياء:88]
  • الإكثار من الاستغفار، لقول الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). [نوح:10-12]
  • (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة).[٥]
  • (باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ).[٦]
  • (أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العليمِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ من همزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ).[٧]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفو والعافيةَ في الدُّنيا والآخِرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألك العَفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنيايَ وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي وآمِنْ رَوْعاتي، واحفَظْني مِن بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفي، وعن يَميني وعن شِمالي، ومِن فَوْقي، وأعوذُ بعَظَمَتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تَحْتي).[٨]
  • اللهمّ إنّي استعففت فأغنني من فضلك بحقّ قولك -تعالى-: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ). [النور:33]
  • اللهم يا كريم اقضِ حاجتي، وآنس وحدتي، وفرّج كربتي، وارزقني الزوج الصّالح الهنيّ التقيّ.
  • اللهم يسّر لي أمري بالزواج، وارزقني الصبر والفرج القريب.
  • اللهمّ يا حنّان يا منّان، يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السماوات والأرض، يا حيّ يا قيّوم، ارزقني زوجاً صالحاً يعينني في أمور ديني ودنياي، إنّك على كلّ شيء قدير.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:5749، صحيح.
  2. "هل توجد رقية بغرض تعجيل الزواج"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2023. بتصرّف.
  3. "أرقي نفسي بقراءة سورة الفاتحة، فهل أستمر أم أتوقف؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2023. بتصرّف.
  4. ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد، صفحة 318، جزء 4.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3371، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2186 ، صحيح.
  7. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:775، صححه الألباني.
  8. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3135، صححه الألباني.