يشترط حتى يكون تحصين النفس والرقية شرعيتين، لا بد أن يكونا من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أو الأدعية المأثورة التي ليس فيها شرك أو باطل، كما يجب أن تكون جميع الألفاظ من اللغة العربية وتكون واضحة، وقبل هذا كله لا بد أن يكون المسلم على يقين بأن الأمر كله بيد الله، وأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن الرقية الشرعية وتحصين النفس هي سنة وطاعة لله ورسوله ومن خلالها يستعين المسلم بالله كي يحفظه من كل مكروه، سواء كان عيناً أو حسداً أو سحراً أو مس أو وساوس، وقد ورد العديد من الأدعية والأذكار الآيات الكريمة التي يمكن للمسلم أن يتلوها ويذكرها كي يحصن نفسه وفي هذا المقال سنوضح ما هي هذه الأذكار كيف يمكن من خلالها تحصين النفس.
التحصين بالطاعة
إن أول ما على المسلم أن يفعله هو طاعة الله ورسوله في كل أمور دينه ودنياه، وذلك لأن من أسباب استجابة الدعاء، والذي يكون جزءاً من تحصين النفس هو الابتعاد عن المعاصي والإقبال على الطاعات، بحيث يحافظ المسلم على صلاته في وقتها، والصلاة في جماعة إن أمكنه، بالإضافة إلى تلاوة القرآن وتدبره.
النية لتحصين النفس
كما أسلفنا في مقدمة المقال أن الأمر كله بيد الله، وأنه لا شيء يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله له، لذلك يجب على المسلم أن تكون نيته الاستعانة بالله من خلال الأذكار والأدعية والآيات القرآنية التي ذكرها رسول الله في تحصين النفس، فلا الأذكار ولا الدعاء والآيات يمكنها بذاتها أن تدفع البلاء، أو تجلب الخير للمسلم، وإنما هي طريق إلى الله، لذلك قبل الشروع بوسائل تحصين النفس لا بد للمرء أن يتدبر هذه المعاني في نفسه، حتى يصل إلى اليقين التام، وأن يقبل عليها متيقنًا باستجابة الله له، ولا يأخذها على سبيل التجربة.
طرق تحصين النفس
فيما يلي الطرق الشريعة التي يمكن من خلالها أن يحصن المسلم نفسه من شرور الشياطين والعين والحسد:
- أذكار الصباح والمساء كما وردت في السنة النبوية الشريفة، والتي تحتوي على أدعية وآيات من القرآن الكريم، بالإضافة إلى التسبيح والصلاة على النبي، عليه أفضل الصلاة والتسليم.
- أذكار النوم والاستيقاظ، وهي مشابه لأذكار الصباح والمساء، إلا أنه فيها اختلاف بمضمون الأدعية، عدد التسبيحات، كما أنها تتضمن الحمد والثناء على الله.
- أذكار الصلاة، والتي يذكرها المسلم مباشرة بعد أن يفرغ من صلاة الفريضة، ويفضل أن يذكرها وهو جالس في مصلاه.
- تلاوة آية الكرسي، والتي ذكرها رسول الله في حديث صح إسناده، إنه من يقرأها في بيت خرج الشيطان منه (نص الحديث).
- قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، وهذه السور الكريمة موجودة في جميع الأذكار التي ذكرناها سابقًا.
- قراءة سورة البقرة، والتي ورد فضل قرأتها في حديث صحيح عن رسول الله، إذ أخبرنا أن أخذها بركة، أي تلاوتها وتدبرها والعمل فيها، وتركها حسرة، أي الإعراض عن تلاوتها وعدم تطبيق ما جاء فيها، ولا يستطيعها البطلة، أي لا يمكن للسحرة أن يقرأوها أو يخترقوا حصونها إذا تحصن بقراءتها، أو حفظها المسلم (نص الحديث)
- قراءة آخر آيتين في سورة البقرة، إذ قال رسول الله من قرأهما في ليلة كفتاه (نص الحديث).
إن أصاب المرء ابتلاء بعد أن يستنفذ الأسباب في تحصين نفسه، عليه أن يكون على يقين، بأن هذا قدره، أن فيه حكمة قد يبديها الله له، أو يخفيها عنه، وعليه أن يصبر ويحتسب، ويدعو الله عز وجل أن يرفع عنه البلاء، هذا والله أعلم.