متى تُقرأ الرقية الشرعية؟

إن الرقية الشرعية تُقرأ في أي وقت من الليل أو النهار، فتشرع في كل وقت، حيث لم يتقيد ورودها في السنة النبوية بوقتٍ دون آخر، ويستحب أن تُقرأ في سائر الأوقات التي يُرجى فيها إجابة الدعاء؛ كجوف الليل؛ لأن الرقية الشرعية هي في الحقيقة دعاءٌ وطلبٌ من الله -عزّ وجلّ- وتوسلٌ إليه بالشفاء،[١] ويفضل أن تقرأ في الصباح والمساء؛ لِما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من فضل قراءة الأذكار في هذيْن الوقتيْن.[٢]


كما ويستحب أن تُقرأ قبل النوم؛ للحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ).[٣]


ومما تجدر الإشارة إليه أن قراءة الرقية الشرعية غير محددة بفترة معينة، فلم يوقّت الشرع وقتاً معيناً لمفعول الرقية، فالمشروع أن العبد إذا اشتكى رقى نفسه، ويستمر في الرقية حتى يُشفَى ويبرأ بإذن الله -تعالى-، كما لو أنه يستمر في تناول الدواء حتى يُشفى من مرضه.


الأمور التي يستحسن مراعاتها أثناء الرقية

يوجد مجموعة من الإرشادات والتوجيهات التي يستحب مراعاتها واتباعها أثناء قراءة الرقية الشرعية، من أهمها ما يلي:[٤]

  • أن يكون الراقي والمرقي على طهارة تامة من الحدث والخبث.
  • أن يكون الراقي مستقبل القبلة.
  • أن يتدبر الراقي والمرقي ما يُقرأ من الرقية الشرعية، وأن يجتهدا في فهم معانيها، ويستحضرا في قلبيهما الخشوع التام والاستعانة بالله وتعظيم قدرة الله -سبحانه-.
  • أن ينفث الراقي أثناء قراءة الرقية الشرعية وبعدها.
  • أن يضع الراقي يده على موضع الألم، مع تجنّب لمس المرأة إن كانت من غير محارمها.
  • أن يكرّر الراقي قراءة الرقية أكثر من مرة حسب الحاجة ودرجة الاستجابة.
  • أن ينوي الراقي نفع أخيه المسلم، ومحبة شفائه، وتخفيف ألمه.
  • أن يراعي الراقي اللفظ المناسب للقراءة أثناء الرقية، بقوله: (أرقي نفسي)، أو (أرقيكَ)، أو (أرقيكِ)، أو (أرقيكم)، بحسب الحال.
  • أن يركّز الراقي في رقيته إذا جزم وتيقّن أن المرقي يعاني من السحر، على قراءة الآيات القرآنية التي ذُكر فيها السحر، مع تكرارها، وخاصة قراءة المعوذتين؛ لِما فيهما من تأثير بالغ في فكّ السحر، ودفع الأذى بإذن الله -تعالى-.
  • أن يجهر الراقي بصوته أثناء قراءة الرقية الشرعية، وذلك بأن يكون صوته معتدل يتمكن المرقي من سماعه، لأن ذلك أبلغ في النفع والتأثير، مع جواز أن يقرأ سراً.
  • أن يجمع الراقي بين الآيات القرآنية والتعويذات النبوية، لأن ذلك الأكمل في الرقية، مع جواز الاقتصار على إحداهما، أو الاختصار في الرقية بحسب حال المرقي.


المراجع

  1. "هل هناك وقت معين للرقية ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2022. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3528. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5017، صحيح.
  4. خالد الجريسي، الرقية الشرعية، صفحة 6-8. بتصرّف.