ما هي شروط الرقية الشرعية؟

لا تصحّ الرقية الشرعيّة إلّا بتحقّق خمسة أمورٍ كاملةً بيانها وشرحها فيما يأتي:


الاعتقاد يقيناً أنّ الشفاء بيد الله

أيّ أن يعتقد كلٌّ من الراقي (مَن يقرأ الرقية) والمرقي (مَن تُقرأ عليه الرقية) أنّ الشفاء بيد الله -عزّ وجلّ- وحده، وأنّ الرقية وغيرها ما هي إلّا أسباب للشفاء، وذلك يتطلّب خلّو الرقية من أي دعاءٍ لغير الله، فلا يجوز دعاء الملائكة أو الجن أو الصالحين على سبيل المثال، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك الأشجعي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ).[١][٢]


اللغة العربية

أجمع العلماء على أنّ الرقية الشرعية لا تكون إلّا باللغة العربية ولا تصحّ بغيرها من اللغات، ولا بدّ أن تكون بعباراتٍ مفهومةٍ واضحةٍ.[٢]


أن تكون الرقية من القرآن الكريم والذكر

لا تصحّ الرقية الشرعية إلّا بآيات القرآن الكريم والأذكار الشرعية الثابتة، قال -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ)،[٣] وقال أيضاً: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)،[٤] وتجوز قراءة الرقية على الماء للشرب منه أو الاغتسال فيه، أو على زيت الزيتون أو على العسل.[٢]


ألّا تتضمّن أي أمرٍ محرمٍ

فلا تصحّ الرقية ولا تجوز إن تضمنت أي أمرٍ محرمٍ؛ كاللعن أو الشتم، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ علَى أُمِّ السَّائِبِ، أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ فَقالَ: ما لَكِ؟ يا أُمَّ السَّائِبِ، أَوْ يا أُمَّ المُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟ قالَتْ: الحُمَّى، لا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَقالَ: لا تَسُبِّي الحُمَّى، فإنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ).[٥][٢]


إسلام الراقي

لا تصحّ الرقية إلّا من المسلم، ويجوز أن تُقرأ منه على مسلمٍ أو غيره، فقد ثبت أنّ الصحابة -رضي الله عنهم- قرأوا الرقية على سيد قبيلة ولم يكن مسلماً، فأقرّهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على فعلهم.[٢]


ما حكم الرقية الشرعية؟

أباح وأجاز العلماء الرقية الشرعية إن تحققت فيها الشروط سابقة الذكر، وإلّا فإنها محرّمةٌ إن فقد شرطاً واحداً من تلك الشروط، مع ضرورة الأخذ ببعض الأمور التي تنفع الراقي وتُعينه، يُذكر منها:[٦][٧]

  • تجنّب المحرّمات والفواحش التي تُكسب العبد الذنوب والسيئات.
  • الحرص على التزام أوامر الله -سبحانه-، وأداء العبادات والطاعات، والتقرّب منه بمختلف الأعمال التي تُرضيه.
  • الحرص على تحصين النفس دائماً، وقراءة الأذكار المشروعة في اليوم والليلة؛ كأذكار الصباح والمساء، وأذكار الاستيقاظ، وغيرها.
  • التوكّل والاعتماد على الله -سبحانه-، وطرد وساوس الشيطان وعدم الالتفات إليها بأيّ شكلٍ.
  • التوبة إلى الله -عزّ وجلّ- والندم على ما فات من تقصيرٍ في حقّ الله -سبحانه-، واستشعار مراقبته في كلّ الأحوال والأوقات.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:2200، صحيح.
  2. ^ أ ب ت ث ج أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي (24/11/2014)، "شروط الرقية الشرعية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/11/2021. بتصرّف.
  3. سورة الإسراء، آية:82
  4. سورة فصلت، آية:44
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2575، صحيح.
  6. ناصر بن سعيد السيف، "إضاءات حول الرقية الشرعية 1/2"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 14/11/2021. بتصرّف.
  7. محمد حسن عبد الغفار، شرح الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، صفحة 5. بتصرّف.