تنبيهات مهمة تتعلّق بالعلامات التي تظهر بعد الرقية

قبل الحديث عن دلالات الاستفراغ بعد الرّقية الشّرعية وأسبابه المحتملة لا بدّ من الإشارة إلى عدّة تنبيهاتٍ مهمةٍ تتعلّق بالأعراض التي تظهر أثناء وبعد الرقية، ونذكر أبرزها فيما يأتي:[١]

  • لا يُشترط أن تكون الأعراض الظاهرة على المصاب أثناء أو بعد الرقية متربطة دائماً بالحسد والسّحر ونحوه، إذْ ربما كانت أيضاً بسبب مرضٍ عضويٍّ يلزم صاحبه العلاج والمتابعة والأخذ بالأسباب.


  • لا يُشترط أيضاً أن تظهر على المَرقي أعراضٌ غريبةٌ بعد الرقية الشرعية، لأنّ الرقية مشروعةٌ للتحصين دائماً، سواء كان المرقي مصاباً بمرضٍ روحي -أي عين وحسد ونحو ذلك- أم لم يكن مصاباً بذلك.


  • الأعراض التي تظهر على المرقي إن ثبت فعلاً إصابته بمرضٍ روحيٍّ يذكر الرقاة وأهل الاختصاص أنّ أسبابها متشابهة ومتداخلة كثيراً، لِذا يصعب تمييز سبب هذه الأعراض على وجه اليقين.


  • إنّ دلالات الأعراض التي تظهر على المصاب أثناء وبعد الرقية تبقى ظنّية ومحتملة لا يُمكن الجزم بسببها، لعدم وجودٍ مستندٍ قطعيٍّ يُثبت أن هذه الأعراض مرتبطة بالرقية فقط، بل قد يكون هناك عدّة احتمالاتٍ أخرى أيضاً.[٢]


سبب الاستفراغ بعد الرقية الشرعية

بناءً على الضوابط التي ذكرناها سابقاً يتبيّن أنّه لا يُمكن لأحدٍ الجزم بسبب الاستفراغ بعد الرقية الشرعية، لوجود عدّة احتمالاتٍ، ولكن لا مانع أن يُشخّص الراقي المختصّ المُصاب بالأعراض الظاهرة عليه إذا وُجِدت معها القرائن وإذا كانت ممّا يظهر في التجارب مِراراً، ثم يُتابع مع المريض العلاج الأنسب بناءً على ذلك، ولكن بشرط أن لا يجزم بهذا السبب استناداً على التنبيهات المهمّة التي ذكرناها فيما سبق.[٣]


وقد ذكر بعض المختصّين عدّة دلالاتٍ ظنّية ومحتملة للاستفراغ بعد الرقية الشرعية، ومن ذلك:

  • يرى بعض أهل العلم أن الاستفراغ من دلالات الشفاء من العين والحسد بإذن الله، فقد قال بعضهم: "من علامات الشفاء من الحسد والعين: أن يكون على شكل تثاؤب أو نوم عميق أو عرق أو استفراغ...".[٤]


  • قال بعض المختصّين: إذا تقيّأ المريض بعد الرقية مواد غريبة فربّما كان ذلك دلالةً على شفائه من السحر، فقد نقل بعض الرقاة عدّة تجاربٍ شاهدوا فيها خروج أوراق معقودة أو خيوط بعد العلاج المستمر للمصاب بالسحر، ومن ثمّ تحسّنت أحواله وعوفِي بفضل الله.[٥]


ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّه لا يُستبعد أن يكون الاستفراغ بسبب أمرٍ آخر يستدعي الأخذ بأسباب التداوي ومراجعة الطبيب المختص، فلا يُشترط أن يرتبط ذلك بوجود سحرٍ أو عينٍ أو حسدٍ وما شابه، فربّما كان ذلك بسبب مرضٍ ما، وقد حثّ الشرع على الأخذ بأسباب العلاج وعدم الاكتفاء بالرقية والدعاء فقط، حتى لا يكون المريض متواكِلاً، بل يجمع بين الأمرين، فيتداوى ويرقي نفسه أو يرقيه غيره من الثقات، ويستمرّ على ذلك حتى يتعافى بإذن الله، والله -تعالى- أعلم.

المراجع

  1. خالد الجريسي، ارق نفسك وأهلك بنفسك، صفحة 191. بتصرّف.
  2. محمد المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 531، جزء 1. بتصرّف.
  3. ناصر العقل، دروس الشيخ ناصر العقل، صفحة 15، جزء 12. بتصرّف.
  4. ناصر بن سعيد السيف، "إضاءات حول الرقية الشرعية"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 10/4/2023. بتصرّف.
  5. "هل كل ما يخرج من البطن سحر"، الله الشافي، اطّلع عليه بتاريخ 10/4/2023. بتصرّف.